الخميس، 4 يونيو 2015

قرية نحالين



قرية نحالين

ام الشهداء وبلد له جذور


تقع بلدة نحالين الى الجنوب الغربي لمدينة بيت لحم .,وتبعد عنها حوالي 12 كيلو متراُ . ويمكن الوصول اليها من ثلاث طرق رئيسية حيث يمر الزائر اولاُ من بيت لحم مخيم الدهيشة فبلدة الخضر . او من بيت لحم فبيت جالا فالخضر . ومن الخضر يواصل مسيره الى بتير فحوسان ليصل بعدها الى نحالين.

وثانيا . يمكن الوصول بعد الخضر الى الكيلو (17) وهو على هذا البعد في الطريق بين القدس والخليل وعرف برقمه ثم ننزل  طريق فرعي منه غربا الى نحالين . ومع الاسف فقد اغلق الاحتلال هذا الطريق منذ العام 2000 مع اندلاع الانتفاضة الثانية مع انه الطريق الاقدم والأوجد زمن تركيا وبريطانيا

وثالثا: يمكن الوصول بعد الخضر من بيت لحم الى المجمع الاستيطاني (غوس غصيون) . او من (الخليل ثم النزول غربا  والعودة شمالا الى نحالين)

عدد السكان: بلغ عدد سكان نحالين عام 1967 قرابة الف وخمسماية نسمة هاجر بعضهم الى الاردن والشتات ويصل عدد سكانها بها حاليا ثمانية الاف وخمسماية نسمة

التاريخ  وأصل السكان :

تعود جذور هذه البلدة الى الحوارث (بني حارث ) احدى القبائل التي هاجرت من جزيرة العرب . فسكنوها بعد الرومان الذين كانوا يستفيدون من ينابيعها لرعي وسقي اغنامهم  ومواشيهم وزراعتهم , وابراز اثارهم فيها ما يعرف ب(البد) وهو مكان كبير محفور داخل الصخر وكان يستعمل لعصر الزيتون وكذلك المقبرة الاثرية التي يقال انه كان يؤتى بالموتى اليها من ( القدس للدفن واستقاء الحارثي وقومه من عيونها المائية وخصب اراضيها

وظل الحال كذلك . الى ان قدم من الخليل عائلة الادهمي وسكنت بها  وكان ابرز رجالاتها (  ابو مصطفى) وهو الاسم الذي يطلق على احدى عائلاتها اليوم  ثم جاءت عائلة النيص وزايد من شرق البلدة ومناطق واد رحال وعائلة الفواغرة التي يعود جذورها الى مدينة  بيت لحم , وسكنا القرية بجانب سكنها . حتى ان احدى حارات مدينة بيت لحم تسمى حارة النجاجرة وهي الحمولة التي ضمت  العائلات المذكورة الثلاث ( ابو مصطفى , زايد , النيص)  ويصل تعددها اليوم قرابة ثلاثة الاف وخمسماية فرد ام حامولة شكارنة فقد دخلة القرية بناء على اسنجاد ال ابو مصطفى الذين اختلفوا مع معتدين عليها من قبيلة (الثرايدة ) ويقال ان الخلاف كان بسبب نظر الاخرين الى نساء ال  ابو مصطفى الادهمي في طريقهم لاحضار الماء من النبع ( عين البلد) . وعلى اثر الاستنجاد وعد النجاجرة ال شكارنة  اعطاءهم نصف اراضي البلد ان خلصوهم الثرايدة  كما يروى  في بعض الروايات . وهذا ما حصل حيث جاء ال شكارنة والذين  اصلا من قرية زكريا القريبة واحدى خربها ونتيجة اعتداء عليهم قاموابالرد على خصومهم يوم العيد فذبحوا منهم مئة بالمسجد وهجروهاالى منطقة تسمى (صناصين) غرب نحالين ووادي فوكين القريبة منها غربا

وهب شاكر شيخ شكارنة وعائلته وانتصروا لال  ابو مصطفى الادهمي وطردوا الثرايدة المعتدين على ال ابو مصطفى ونساءهم واثناء هروبهم لحقوا بشيخهم وكان يسمى حامد ففتلوا شرق البلد وعرف المكان ( مراح حامد) حتى اليوم . وتقسم حامولة الشكارنة ابناء شاكر الى ثلاث عائلات هي ( غياظة . وفنون. وسواد) وهم ابناء شاكر المذكور , ويبلغ تقدارها اليوم اكثر من خمسة الاف شخص

مساحة الارض : تبلغ اراضي القرية اصلا وحسب الطابو التركي المحفوظ في مدينة الخليل 24 الف دونم لم يبق منها بسبب غول الاستيطان سوى 9الاف دونم يسمح البناء على الف دونم فقط

حيث اقيمت على اراضي القرية  مستوطنات غوس عصيون من الجنوب وجفعوت من ( الجنوب الغربي وبيتار  من الشمال الغربي ودانيال ومستوطن صغيرا  بجانبها من الشرق

الموارد الاقتصادية : كان الجميع دوىون استثناء يعمل في الزراعة لذا كانت اراضي البلدة عامرة بالعنب وهم اهم صادارتها والتين والزيتون واللوزيات والخضار البعلية والفواكه اضافة الى الخضار التي تروى من عين البلد وعين فارس وعين الفقهاء وعين شعبان ولكن بسبب ضرب الاحتلال للزراعة ومنتوجات المزارعين وتشجيعه العمل في البناء لديه او في مستوطناته وعدم وجود بديل فلسطيني او عربي او اسلامي فقد اصبح ما يقارب 80%  من السكان عمالا في اسرائيل والباقي موظفون والقليل من التجار الصغار والمقاولين في اسرائيل ايضا

وخربت اكثر الاراضي لولا الصحوة في السنوات الاخيرة والتي تمثلت بقاومة الاستيطان من خلال زراعة الاراضي بالزيتون وهذا ما حصل حتى عاد الزيتون اكثر اشجار البلدة ويليه القليل من العنب واللوزيات

 التعليم في البلدة : منذ اواخر سبعيانات واوائل ثمانينات القرن الماضي تولد حرص ورغبة لاتضاهي في المنطقة نحو التعليم للذكور والاناث وظل يزداد حتى عرفت البلدة ببلد المتعلمين بين قرى محافظة بيت لحم . وقد وصل العديد من ابنائها مراكز متقدمة مما شجع التعليم منذ كان الاستاذ عبد الله شكارنة والاستاد مصطفى صافي رئيسا لجنة تصحيح  التوجيهي لمبحثي التربية الاسلامية والكيمياء على مدى خمسة عشر  عاما ولجميع الضفة الغربية حيث كان التصحيح في نابلس فقط

واصبح الاستاذ عبدالله شكارنة مديرا لتربية رام الله ثم بيت لحم منذ قدوم السلطة ولثمانية عشر عاما  وجمال غياظة مديرا للارتباط ومحمد شكارنة مديرا للاثار وعلي غياظة وكيلا مساعدا لوزارة الزراعة وابراهيم نجاجرة مديرا لدائرة الاسرى في بيت لحم ثم الخليل , وحسن نجاجرة مديرا للعمل في الخليل

وهذه امثلة ليست للحصر ولكنها شجعت التعليم وظلت الاجيال محبة للتعليم حتى اليوم لدرجة ان اكثر من مئة طالب جامعي في جامعة القدس ومئتين في بولتكنك فلسطين ومئات بجامعة بجامعة بيت لحم والمفتوحة وفلسطين الاهلية

وقد زاد عدد المهندسين عن 70 مهندسا والاطباء عن 30 طبيبا

الخدمات المتوفرة : يوجد بالقرية سبعة مدارس منها مدرستان ثانويتان ومدرسة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة وبها اربع رياض اطفال ومجلس قروي وعيادة صحية ومجمع صحي خاص وجمعيتان خيريتان : جمعية زراعية وجمعية تربية خاصة  وخط سير سرفيس ببيت لحم يضم 20 سيارة اجرة  وشركة باصات غير فاعلة مع الاسف

خاتمة : البلدة تقع في موقع حساس مستهدف من الاستيطان ومحاط به كالسوار باليد لذا فهي بحاجة لمزيد من الدعم لتثبيت سكانها على ارضهم من السلطة ومن كل الخيرين
                                                                  والسلام